فصل: الشاهد الرابع والتسعون بعد المائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.مقتل صمصام الدولة.

كان أبو القاسم وأبو نصر ابنا بختيار محبوسين كما تقدم فخدعا المتوكلين بهما في القلعة وخرجا فاجتمع إليهما لفيف من الأكراد وكان صمصام الدولة قد عرض جنده وأسقط منهم نحوا من ألف لم يثبت عنده نسبهم في الديلم فبادروا إلى ابني بختيار والتقوا عليهما في أرجان وكان أبو جعفر أستاذ هرمز مقيما فثار به الجند ونهبوا داره فاختفى ثم انتقضوا على صمصام الدولة ونهبوه وهرب إلى الرودمان على مرحلتين من شيراز فقبض عليه صاحبها وجاء أبو نصر بن بختيار فأخذه منه وقتله في ذي الحجة سنة ثمان لتسع سنين من إمارته بفارس وأسلمت أمه إلى بعض قواد الديلم فقتلها ودفنها بداره حتى ملك بهاء الدولة فارس فنقلها إلى تربة بني بويه.

.استيلاء بهاء الدولة على فارس وخوزستان.

ولما قتل صمصام الدولة وملك ابنا بختيار فارس بعثا إلى أبي علي بن أستاذ هرمز يستميلانه ويأمرانه بأخذ العهد لهما على الذين معه من الديلم ومحاربة بهاء الدولة وكتب إليه بهاء الدولة يستميله ويؤمنه ويؤمن الديلم الذين معه ويرغبهم واضطرب رأي أبي علي لخوفه من ابني بختيار لما أسلف من قتل إخوتهما وحبسهما فمال عنهما ومال الديلم عن بهاء الدولة خوفا من الأتراك الذين معه فما زال أبو علي بهم حتى بعثوا جماعة من أعيانهم إلى بهاء الدولة واستوثقوا يمينه ونزلوا إلى خدمته وساروا إلى الأهواز ثم إلى رامهرمز وأرجان واستولى بهاء الدولة على سائر بلاد خوزستان وبعث زيره أبا علي بن إسمعيل إلى فارس فنزل بظاهر شيراز وبها ابنا بختيار فحاربهما ومال بعض أصحابهما إليه ثم انفضوا عنهما إلى أبي علي وأطاعوه واستولى على شيراز ولحق أبو نظر ابن بختيار ببلاد الديلم وأخوه أبو القاسم ببدر بن حسنويه ثم بالبطيحة وكتب الوزير أبو علي إلى بهاء الدولة بالفتح فسار إلى شيراز وأمر بنهب قرية الرودمان فملكها وأقام بهاء الدولة بالأهواز واستخلف ببغداد أبا علي بن جعفر المعروف بأستاذ هرمز ولقبه عميد العراق وبقي ملوك الديلم بعد ذلك يقيمون بفارس الأهواز ويستخلفون على العراق مدة طويلة.

.مقتل ابن بختيار بكرمان واستيلاء بهاء الدولة عليها.

لما استقر أبو نصر بن بختيار ببلاد الديلم كاتب جند الديلم بفارس وكرمان واستمالهم فاستدعوه إلى فارس فاجتمع إليه كثير من الربض والديلم والأكراد ثم سار إلى كرمان وبها أبو جعفر بن السيرجان ومضى ابن بختيار إلى جيرفت فملكها وملك أكثر كرمان فبعث بهاء الدولة وزيره الموفق أبا علي بن إسمعيل في العساكر ولما وصل جيرفت استأمن إليه أهلها وملكها وهرب ابن بختيار فاختار الوزير من أصحابه ثلاثمائة رجل وسار في أتباعه وترك باقي العسكر بجيرفت ولما أدركه أوقع به وغدر بابن بختيار بعض أصحابه فقتله وجاء برأسه إلى الموفق واستلحم الباقين وذلك سنة تسعين وثلاثمائة واستولى الموفق على كرمان وولى عليها أبا موسى سياه جشم وعاد إلى بهاء الدولة فقبض عليه واستصفاه وكتب إلى وزيره سابور بالقبض على أنسابه وأصحابه فدس إليهم سابور بذلك وهربوا ثم قتل بهاء الدولة الموفق سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ثم استعمل بهاء الدولة على خوزستان وأعمالها أبا علي الحسن بن أستاذ هرمز ولقبه عميد الجيوش وعزل عنها أبا جعفر الحجاج بن هرمز لسوء سيرته وفساد أحوالها بولايته بكثرة مصادراته فصلحت حالها بولاية أبي علي وحصل إلى بهاء الدولة منها الأموال مع كثرة العدل.

.مسير ظاهر بن خلف إلى كرمان واستيلاؤه عليها ثم ارتجاعها.

قد تقدم لنا أن ظاهر بن خلف خرج عن طاعة أبيه خلف بن أحمد السجستاني وحاربه فظفر به أبوه فسار إلى كرمان يروم التوثب عليها وتكاسل عاملها عن أمره فكثر جمعه واجتمع إليه بحيالها كثير من المخالفين فنزل بهم إلى جيرف فملكها وملك غيرها سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وكان بكرمان أبو موسى سياه جشم فسار إليه بمن معه من الديلم فهزمه ظاهر وأخذ ما بقي بيده فبعث بهاء الدولة أبا جعفر أستاذ هرمز في العساكر إلى كرمان فهزم ظاهرا إلى سجستان وملك كرمان وعادت الديلم.

.حروب عساكر بهاء الدولة مع بني عقيل.

كان قرواش بن المقلد قد بعث جمعا من بني عقيل سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة حاصروا المدائن وبعث أبو جعفر الحجاج بن هرمز وهو ببغداد نائب لبهاء الدولة عساكره فدفعوهم عنها فاجتمع بنو عقيل وأبو الحسن بن مزيد من بني أسد وبرز إليهم الحجاج واستدعى خفاجة من الشام وقاتلهم فانهزم واستبيح عسكره وانهزم ثانيا وبرز إليهم فالتقوا بنواحي الكوفة فهزمهم وأثخن فيهم ونهب من حلل بني يزيد ما لا يعبر عنه من العين والمصاغ والثياب.